يعتبر تسجيل موسيقانا حديث العهد. قبلها كانت الموسيقى تؤدى، وتغنى مباشرة من قبل العازفين، والفنانين. إن تسجيلات الأصوات بدأت كاجتهادات شخصية. ولم يكن الذين يقومون بالتسجيل من المختصين المحترفين. بل كانوا يمتلكون أدوات تمكنهم من التسجيل. كان الهدف من التسجيل هو المتعة، والسلوان. وكانت جودة التسجيلات منخفضة، وكمية الإصدارات محدودة.
الصندوق الموسيقي لم يعرف موسيقانا
يعود ظهور الصناديق الموسيقية إلى أواخر القرن الثامن عشر. وقد عم استخدامها حتى ستينات القرن التاسع عشر. تم صنع معظمها في سويسرا. مبدؤها هو تحريك زنبرك حول أسطوانة عليها نتوءات معدنية. لتلك النتوءات أطوال مختلفة تقوم بالضرب على ألسنة معدنية لتعطي نغمات مختلفة. الصناديق الموسيقية عادة ما تكون مصنوعة من الخشب وتكون مزينة ومطعمة. وقد كان هناك طراز متطور يمكن للمرء أن يختار قطع موسيقية مختلفة يغلب عليها الأعمال الكلاسيكية أو الفالس. كما أن لبعضها فرصة لتغيير الأسطوانات. لم يحدث أن تم استخدام الصناديق الموسيقية في تسجيل أو تشغيل موسيقانا. وقد يعود ذلك إلى تكلفتها ومتطلبات مهارة تصنيعها.
الفونوغراف أيضاً لم يعرف موسيقانا
تم اختراع الفونوغراف من قبل توماس اديسون عام 1877. مع الفونوغراف أصبح تسجيل الصوت ثم تشغيله مرة أخرى ممكناً. تم تسجيل الصوت على اسطوانة تدور بسرعة ثابتة. يتم نقش الموسيقى على الاسطوانة بإبرة متصلة بغشاء. تقوم الإبرة بحفر أخدود في الأسطوانة الدوارة. إن تشغيل الأسطوانة يجعل الغشاء يهتز مع الموجات الصوتية. ليتم تضخيم الموجات الصوتية بواسطة قمع. إن جودة الصوت تعتبر منخفضة جداً في الفونوغراف الذي استمر حتى أوائل القرن العشرين حينها بدأ الجرامافون بالسيطرة على الأسواق. لم يستخدم شعبنا الفونوغراف في تسجيل وتشغيل موسيقاهم.
الجرامافون
اخترع إميل برلينر الجراموفون في عام 1887. وهو يحتوي على الأسطوانات (الأقراص). يتم تسجيل الموجات الصوتية في أخدود يتحرك أفقيًا بعمق ثابت. الصوت الصادر كان أفضل مما هو عليه في الفونوغراف، ولكن ما يعيبه هو أنه لم يدعم التسجيلات الفردية بالمنزل. دعا السريان الجرامافون بالبيكاب. وقد تم تسجيل أعمال فنية بالسريانية على الأسطوانات التي يشغلها الجرامافون. كانت التسجيلات تتم عادة في الاستديوات في لبنان. من بين تلك الأعمال الأسطوانة التي سجلها بول ميخائيل في بيروت. وتحتوي تلك الأسطوانة على أغنيتين (شامومر) لحبيب موسى و(وردة وافريم) لحبيب موسى وسامية خوري. ويروي الفنان سردنبال أسعد كيف أحضر بول ميخائيل الأسطوانة في خريف عام 1972 إلى القامشلي ليعرض الأسطوانة للاستماع في قبو مركز المدرسة الاحدية في كنيسة مار يعقوب بالقامشلي. هناك تجمع العديد من المثقفين السريان ومشجعي الموسيقى لسماع هذا العمل. ولكن من الجدير بالذكر أن الجرامافون لا يعتبر بداية لرحلة تسجيل للموسيقى السريانية، على الرغم من وجود أسطوانات تحتوي على أغانينا. لأن البداية كانت بالتسجيل على شرائط الكاسيت.
التسجيل على البكرات
هي تقنية لحفظ الصوت وتشغيله على أسلاك فولاذية ممغنطة. يعود ظهورها في تسعينيات القرن التاسع عشر عندما حاول مهندس الاتصالات الدنماركي فالديمار بولسن تسجيل الصوت على سلك فولاذي ممغنط. تم إجراء أقدم تسجيل تم حفظه في عام 1900. ثم وقد تمت محاولة استخدام شريط فولاذي بدلأً من الأسلاك عام 1930. ولكن في الخمسينيات قل الطلب عليه مع بدء استخدام الشريط الكاسيت. الموسيقى السريانية لم يتم تسجيلها، ولا تشغيلها على هذا النوع من المشغلات.
شرائط الكاسيت
يعود تاريخ إنتاج شرائط الكاسيت إلى الثلاثينيات من القرن الماضي. ولقد حظي بشعبية واسعة في سبعينيات القرن الماضي. في عام 1963، صممت شركة فيليبس الهولندية الكاسيت القياسي، واستغرق الأمر حتى منتصف السبعينيات قبل أن تصبح جودة الصوت جيدة بما فيه الكفاية. إن أولى التسجيلات لأغانينا كانت على شرائط الكاسيت. ويعود سبب ذلك إلى إمكانية القيام بالتسجيل في المنزل وقلة التكلفة. يعتبر بيت المرحوم حنا لحدو المعروف بإسم ( ميشكي) مثل استديو. حيث هناك جرت التسجيلات لأولى الألبومات الغنائية. ولكن سرعان ما انتقل التسجيل إلى الاستديو في حلب، وبيروت، ومنها إلى تركيا، وأوروبا.
مشغل أقراص السيدي أو ما يدعى بمشغل القرص المضغوط الرقمي
تم تطويره بين عامي 1974 و 1983 من قبل الشركات المصنعة الرائدة في صناعة الجراموفون. وقد قامت شركة قيلبس الهولندية وشركة سوني اليابانية بتحديد أبعاد السيدي، وإجراءات التسجيل. يبلغ قطر القرص المضغوط 12 سم مع وقت تشغيل يبلغ 74 دقيقة ويدور بسرعة 250 دورة في الدقيقة. إن جودة الصوت العالية، والطباعة النقية ساعدتا في اتجاه فنانينا إلى إصدار ألبومات بأقراص السيدي. انتشرت السيديات ومشغلاتها في نهاية التسعينيات من القرن الماضي جنباً إلى جنب شرائط الكاسيت، حتى غزت السوق أكثر، وأكثر. وخاصة في بداية الألفية الجديدة.
MP3
إنها طريقة لضغط الملفات الصوتية الرقمية التي يمكن تخزينها على بطاقة ذاكرة أو محرك أقراص ثابت. تم تطوير تنسيق ام بي ثري بشكل أساسي بواسطة كارلهينز براندنبيري.
إن استخدام الإم بي ثري ساعد على انتشار الأغنية السريانية وجعلها متاحة للجميع. تنتقل من جهاز كومبيوتر إلى آخر، وإمكانية الأرشفة باتت أسهل. انتشرت في أول عشرين عاماً من القرن الحالي. إن الكثير من التسجيلات القديمة تم تحويلها رقمياً لتصبح متاحة بصيغة ام بي ثري . ولكن هذه التقنية هددت صناعة الموسيقى. حيث انخفضت مبيعات الشرائط والسيديات رغم ارتفاع تلكفة التسجيل. يعود انخفاض المبيعات بسبب سهولة نسخ الملفات، ونقلها من شخص لأخر.
المنصات الموسيقية الرقمية
تم تأسيس سبوتفاي في أبريل 2006 من قبل رواد الأعمال دانيل ايك و مارتن لورينتزون كمحاولة لمعالجة مشكلة انتشار مشاركة الملفات الأم بي ثري التي هددت صناعة الموسيقى بانخفاض عائدات المبيعات. تعتمد الطريقة على إنشاء حساب على المنصات الموسيقية التي تقوم بالتعاون مع شركات التسجيل والفنانين بتوفير الموسيقى وتشغيلها للمستخدمين. يوجد حالياً في العالم الكثير من المنصات الموسيقية الرقمية من مثل ايتونز، وسبوتيفاي، وشازام، وأنغامي، وهنغاما، ودايزر، وأمازون، ويوتيوب ميوزك ومنصات أخرى.
يعتبر ألبوم الفنانة ليال نعمة (أحلام ملونة ܚ̈ܠܡܶܐ ܡܓܘ̈ܢܶܐ) أول ألبوم سرياني متوفر على جميع المنصات الرقمية الموسيقية،
تلاه ألبوم بيانو الذي أصدرته عام 2021 (ظلال ألحان ܛܶܠܘ̈ܠܶܐ ܕܩܝ̈ܢܳܬ̣ܐ).
هناك محاولات في نشر الأعمال على المنصات الموسيقية ولكنها ضعيفة.
أغلب التسجيلات الحالية تتم في استديوات في أوروبا، وأميركا، وأستراليا، وسورية. وعادة ما يتم نشر الأعمال على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك، أو يتم تحميلها على اليوتيوب.
نبيل يوسف
2022-02-05
Copyright © 2024 Nabil Yousef - Med ensamrätt.
Drivs av GoDaddy